يدلّ على إمامته عليه السلام ـ بعد طريقتي الاعتبار والتواتر اللتين ذكرناهما في إمامة من تقدمه من آبائه عليهم السلام ـ :
ما رواه محمد بن يعقوب ، عن عليّ بن محمد ، عن جعفر بن محمد الكوفيّ ، عن بشّار بن أحمد البصري ، عن عليّ بن عمر النوفلي قال : كنت مع أبي الحسن عليه السلام في صحن داره فمرّ بنا محمد ابنه ، فقلت : جعلت فداك ، هذا صاحبنا بعدك؟
فقال : « لا ، صاحبكم ، بعدي ابني الحسن »(1) .
وبهذا الاِسناد ، عن بشّار بن أحمد ، عن عبدالله بن محمد الاصفهانيّ قال : قال أبو الحسن عليه السلام : « صاحبكم بعدي الذي يصلي علي » .
قال : ولم نكن نعرف أبا محمد عليه السلام قبل ذلك ، فلّما مات أبو الحسن عليه السلام خرج أبو محمد عليه السلام فصلّى عليه(2) .
وبهذا الاِسناد ، عن بشّار بن أحمد ، عن موسى بن جعفر بن وهب ، عن عليّ بن جعفر قال : كنت حاضراً أبا الحسن عليه السلام لما توفي ابنه <محمد>(3)فقال للحسن : « يا بنيّ أحدث لله شكراً فقد اُحدث فيك أمراً »(4) .
محمد بن يعقوب ، عن الحسين بن محمد ، عن معلّى بن محمد ، عن أحمد بن محمد بن عبدالله بن مروان الاَنباريّ قال : كنت حاضراً عند مضيّ أبي جعفر محمد بن عليّ ، فجاء أبو الحسن عليه السلام فوضع له كرسيّ فجلس عليه وحوله أهل بيته ، وأبو محمد قائم في ناحية ، فلمّا فرغ من أمر أبي جعفر التفت إلى أبي محمد عليه السلام فقال : « يا بنيّ أحدث لله شكراً فقد أحدث فيك أمراً »(5) .
وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن محمد بن أحمد القلانسيّ ، عن عليّ ابن الحسين بن عمرو ، عن عليّ بن مهزيار قال : قلت لاَبي الحسن عليه السلام : إن كان كونٌ ـ وأعوذ بالله ـ فإلى من؟
قال : « عهدي إلى الاَكبر من ولدي » يعني الحسن عليه السلام(6) .
وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن أبي محمد الاسترابادي ، عن عليّ ابن عمرو العطّار قال : دخلت على أبي الحسن وأبو جعفر ابنه ـ أعني محمداً ـ في الاَحياء ، وأنا أظنّه هو القائم من بعده ، فقلت له : جعلت فداك ، من أخصّ من ولدك؟
فقال : « لا تخصّوا أحداً حتّى يخرج إليكم أمري » .
قال : فكتب إليه بعد فيمن يكون هذا الاَمر؟ قال : فكتب إلي : « في الاَكبر من ولدي » .
قال : وكان أبو محمد أكبر من جعفر(7) .
وعنه ، عن محمد بن يحيى وغيره ، عن سعد بن عبدالله ، عن جماعة من بني هاشم منهم الحسن بن الحسين الاَفطس : أنّهم حضروا يوم توفّي محمد بن عليّ بن محمد دار أبي الحسن عليه السلام ليعزّوه وقد بسط له في صحن داره والناس جلوس حوله ، قالوا : فقدّرنا أن يكون حوله يومئذ من آل أبي طالب وسائر بني هاشم وقريش مائة وخمسون رجلاً سوى مواليه وسائر الناس ، إذ نظر إلى الحسن بن عليّ ابنه وقد جاء مشقوق الجيب حتّى قام عن يمينه ونحن لا نعرفه ، فنظر إليه أبو الحسن عليه السلام ساعة ثمّ قال له : « يا بنيّ أحدث لله شكراً فقد أحدث فيك أمراً »فبكى الفتى واسترجع وقال : « الحمد لله رب العالمين » .
وقدرنا ان له في ذلك الوقت عشرين سنة ، فيومئذ عرفناه وعلمنا أنّه قد اشار اليه بالإمامة وأقامه مقامه(8) .
وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن إسحاق بن محمد ، عن شاهويه بن عبدالله الجلاب قال : كتب إليّ أبو الحسن عليه السلام : « أردت أن تسأل عن الخلف بعد أبي جعفر وقلقت لذلك ، فلا تقلق ، فإنّ الله لا يضلّ قوماً بعد إذ هداهم حتّى يتبيّن لهم ما يتّقون ، وصاحبك بعدي أبو محمد ابني ، وعنده ما تحتاجون إليه »(9) . الحديث بطوله .
وبهذا الاِسناد ، عن إسحاق بن محمد ، عن محمد بن يحيى ، عن أبي بكر الفهفكي قال : كتب إليّ أبو الحسن عليه السلام : « أبو محمد ابني أصحّ آل محمد غريزة ، وأوثقهم حجّة ، وهو الاَكبر من ولدي ، وهو الخلف ، وإليه تنتهي عرى الاِمامة وأحكامها فما كنت سائلي عنه فسله عنه ، فعنده ما تحتاج إليه ومعه آلة الاِمامة »(10) .
وعنه ، عن عليّ بن محمد ، عن محمد بن أحمد النهديّ ، عن يحيى ابن يسار القنبري قال : أوصى أبو الحسن عليه السلام إلى ابنه الحسن قبل مضيّه بأربعة أشهر ، وأشار إليه بالاَمر من بعده ، وأشهدني على ذلك وجماعة من الموالي(11) .
وفي كتاب أبي عبدالله بن عيّاش : حدّثني أحمد بن محمد بن يحيى قال : حدّثنا سعد بن عبدالله قال : حدّثني محمد بن أحمد بن محمد العلوّي العريضي قال : حدّثني أبو هاشم داود بن القاسم الجعفريّ قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام صاحب العسكر يقول : « الخلف من بعدي الحسن ، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف . » .
قلت : ولَم جعلت فداك؟
قال : « لاَنّكم لا ترون شخصه ، ولا يحّل لكم تسميته ، ولا ذكره باسمه » .
قلت : كيف نذكره؟
قال : « قولوا : الحجّة من آل محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم »(12) |